أسبابها و دورة حياتها
طفيليات الكوكسيديا هي طفيليات تنتمي إلى Phylum Apicomplexa. تسبب سبعة أنواع من الطفيليات كوكسيديا الدجاج و كلها من نوع إيميريا: 1. إيميريا أسيرفيولينا، 2. إيميريا برونيتي، 3. إيميريا ماكسيما، 4. إيميريا ميتيس، 5. إيميريا نيكاتريكس، 6. إيميريا بريكوكس، 7. إيميريا تينيلّا.
يوضّح الشكل (1) دورة حياة الإيميريام
المناعة
الطيور من جميع الأعمار معرضة لخطر الإصابة بالكوكسيديا. يستطيع الدجاج أن يبني مناعة بعد الإصابة باالكوكسيديا ولكن هذه المناعة تكون مخصصة لنوع معين من أنواع الإيميريا؛ مما يعني أنّ هذا الطير معرّض لخطر الإصابة بأنواع إيميريا الأخرى. كما و يتم اكتساب المناعة ضد أنواع الإيميريا تدريجيًا ولا تكتمل حتى يبلغ عمر الطير 7 أسابيع حيث تعدّ الـ 42 يومًا الأولى هي فترة الخطر الأكثر حرجاً.
تتداخل الأمراض المثبطة للمناعة - كمرض ماريك ومرض غومبورو وغيرها - مع تطور المناعة، كما و يمكن أن تكون الطيور المصابة بهذه الأمراض أكثر عرضة للإصابة بالكوكسيديا.
تعدّ دورة حياة هذه الطفيليات مباشرة، انظر للشكل (1). حيث تبدأ عملها عندما يبتلع الدجاج بويضات الطفيليات المخصّبة من الفرش الملوّث، فتنتقل هذه البويضات إلى القناة المعوية، حينها تغزو الطفيليات خلايا جدار الأمعاء. ثم تحدث عدة دورات من التكاثر والتي تؤدي إلى تكوين بويضات جديدة يتم التخلص منها في براز الطيور. و تتكاثر البويضات و تصبح معدية اعتمادًا على الظروف البيئية كدرجة الحرارة والرطوبة، كما و تستغرق الدورة بأكملها من 4 إلى 6 أيام. إنّ دورة الحياة القصيرة والمباشرة هذه و إمكانية التكاثر الهائل خلال المرحلة التي تحدث داخل الخلايا يجعلان هذه المجموعة من الطفيليات مشكلة خطيرة في ظل ظروف تربية الدواجن المكثفة.
تعتمد الصورة التشريحية على أنواع الإيميريا التي تؤثر على الأمعاء. فالتشخيص التشريحي تقنية تم تطويرها لتوفير تعداد رقمي لما تسببها الكوكسيديا (جونسون و ريد 1970) .اقرأ المزيد حول مراقبة صحة الأمعاء في المزرعة في مدونتنا.
الصفة التشريحية لأنواع الإيميريا الرئيسية
إيميريا أسيرفيولينا
قد تتأثر شدة إصابة الطير بالأمراض و تختلف من طير لآخر بفعل عدة عوامل: 1. نوع الإيميريا، 2. عدد البويضات التي ابتلعها الطائر، 3. الحالة المناعية للطائر. حيث يتناسب كلّاً من انخفاض معدل زيادة الوزن مع جرعة المرض تناسباً طرديّاً. يمكن رؤية الإسهالات المائية والمخاطية في وقت مبكر؛ أي بعد 4 أيام من التعرض للإصابة. غالبًا ما تتسبب العدوى الشديدة في حدوث أضرار و قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.
كما ينتج عن العدوى الخفيفة إلى المتوسطة تأثيرًا ضئيلًا على زيادة الوزن وتحويل الغذاء، ومع ذلك قد تسبب العدوى فقدان صبغتي الكاروتينويد و الزانثوفيل.
عادة ما تغزو إيميريا أسيرفيولينا الاثني عشر في الأمعاء، و قد تمتد لتصيب الأجزاء السفلية منها في حالات الالتهابات الشديدة. حيث تظهر الصفة التشريحية في إيميريا أسيرفيولينا بوضوح على السطح المخاطي للإثني عشر، كما و تكون على شكل خطوط بيضاء بشكل عرضي عبر الأمعاء في ترتيب يوصف غالبًا بأنه يشبه السلم.
إيميريا ماكسيما
توجد عدوى إيميريا ماكسيما في منطقة منتصف الأمعاء على جانبي العقدة الصغيرة التي خلّفها كيس الصفار. قد تمتد الأضرار في حالات العدوى الشديدة حتى الاثني عشر ونزولاً حتى التقاطع اللفائفي الأعور (المنطقة التي تفصل بين الـcecal و الـIleum). كما أنه قد يظهر عدد قليل من النزف النقطي على السطح الخارجي للأمعاء في وقت متأخر من دورة حياة إيميريا ماكسيما.
إيميريا تينيلّا
تعدّ إيميريا تينيلّا السبب المعروف للكوكسيديا الأعورية أو "الدموية" و التي تصيب كلّاً من الأعورين. و في الحالات الشديدة قد تتطفل أيضًا على الأمعاء فوق وأسفل تقاطع الأعورين. حيث تخترق إيميريا تينيلّا النسيج المعوي و تؤدي بدورها إلى تلف الغشاء المخاطي و الطبقة العضلية. حينها يمتلئ التجويف الأعوري بالدم المتخثر و بقايا الخلايا الميتة.
إيميريا نيكاتريكس
تتكاثر إيميريا نيكاتريكس أيضًا في منطقة منتصف الأمعاء. قد يعزى السبب إلى ضعف القدرة التكاثرية لإيميريا نيكاتريكس حيث إنّه غير قادر على منافسة الكوكسيديا الأخرى، كما و يتم تشخيصه في الغالب في الطيور الأكبر عمراً كالدجاج البيّاض و دجاج الأمهات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 إلى 14 أسبوعًا. تعدّ إيميريا نيكاتريكس و إيميريا تينيلّا أكثر أنواع الكوكسيديا الممرضة التي تصيب الدجاج بالأمراض. حيث تكفي 104-105 بويضات مخصّبة بالتسبب في الإصابة و فقدان الوزن الشديد وحالات المرض الشديد والوفيات. قد تصاب الطيور المتعافية من الكوكسيديا بالهزال، كما أنها قد تعاني من أمراض ثانوية أخرى و خسارة امتصاص الصبغة. غالبًا ما يحتوي روث الطيور المصابة على الدم والسوائل والمخاط. كما قد تسبب انتفاخ في الأمعاء و سماكة بطانتها، و قد يمتلئ تجويفها بالسوائل والدم و الأنسجة تالفة. كما يمكن رؤية الصفة التشريحية على السطح الخارجي للأمعاء على شكل نقاط بيضاء و حمراء صغيرة. حيث تظهر هذه الآثار في الطيور النافقة بلون أبيض و أسود؛ المتعارف عليها بمصطلح "الملح و الفلفل الأسود."
لدى بويضات الكوكسيديا قدرة كبيرة على مقاومة الظروف البيئية و المواد المطهرة، و بالتالي فإن القضاء على الكوكسيديا من بيوت الدجاج عن طريق إزالة الفرشة و التطهير و التعقيم غير كافٍ؛ لذلك يتم استخدام العديد من المضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات.
الطرق المحتملة للوقاية من الكوكسيديا أو علاجها:
الأدوية المضادة للكوكسيدي
لقاحات حية
بكتيريا نافعة
تعزيز الجهاز المناعي
مزيج من الاستراتيجيات معاً
الأدوية المضادة للكوكسيديا
تُعطى مضادات الكوكسيديا في العلف للوقاية من المرض والخسارة الاقتصادية المصاحبة غالبًا للعدوى تحت الحادة. حيث يُفضل الاستخدام الوقائي فمعظم الضرر يحدث قبل ظهورعلامات المرض، و ليس بإمكان الأدوية إيقاف تفشيه تمامًا. إلّا أنّ الاستخدام المستمر للأدوية المضادة للكوكسيديا يعزّز ظهور سلالات كوكسيديا مقاومة للأدوية. يتم استخدام برامج مختلفة في محاولات لإبطاء المقاومة أو إيقافها، حيث هناك مقاومة واسعة النطاق لمعظم الأدوية. يمكن أيضاً اختبار الكوكسيديا في المختبر لتحديد المنتجات الأكثر فعالية. فقد تكون تأثيرات الأدوية المضادة للكوكسيديا ذات تأثير تثبيطي بحيث يتم إيقاف نمو الكوكسيديا داخل الخلايا و لكن قد يستمر تطورها بعد ايقاف العقار. أو قد تكون الأدوية المضادة للكوكسيديا ذات تأثير قاتل عليها حيث يتم قتل الكوكسيديا تماماً أثناء مراحل تطورها.
مقاومة مضادات الحيوية
لم يتم إدخال أي مضادات كوكسيديا كيميائية جديدة منذ عقود، كما تم توثيق مقاومة جميع الأدوية المعتمدة للاستخدام في الدواجن. لقد انتشرت مقاومة الكوكسيديا لمضادات الكوكسيديا الكيميائية و الأيونوفورية المتاحة على الرغم من أنه يمكن إبطاء هذه المقاومة باللجوء إلى برامج التبادل أو التناوب التي تستخدم مضادات كوكسيديا كيميائية و أيونية مختلفة. ستكون مضادات الكوكسيديا الغير مألوفة و ذات آليات عمل جديدة أهدافًا ضرورية إذا كان من الممكن تحقيق السيطرة على الكوكسيديا عن طريق العلاج الكيميائي في المستقبل.
لقاحات حية
تتطور المناعة المختصة بنوع معين من الكوكسيديا بعد الإصابة الطبيعية و التي تعتمد إلى حدٍ كبير على حجم و عدد حالات الإصابات، كما و تعتمد كذلك على حالة الجهاز المناعي. كما و تعتبر المناعة الوقائية بشكل أساسي هي المناعة الخلوية المسؤولة عنها الخلايا التائية.
تتكون اللقاحات التجارية من بيوض حية متحوصلة لمختلف أنواع الكوكسيديا و التي تعطى بجرعات قليلة. حيث يجب إعطاء اللقاحات الحديثة المضادة للكوكسيديا للصيصان التي عمرها يوم واحد سواء في الفقاسة أو المزرعة، فيتم إصابة الدجاج بعترة اللقاح في المزرعة، حيث يعمل اللقاح على إصابة الطائر بالعدوى. تحتوي معظم اللقاحات التجارية على بويضات حية من الكوكسيديا غير المضعّفة. كما و يتم إضعاف عترة لقاح الكوكسيديا عن طريق استخدام طبيعة المرض نفسه بدلاً من التضعيف البيولوجي. فبعض اللقاحات المباعة في أوروبا وأمريكا الجنوبية تشمل سلالات مخففة من الكوكسيديا.
البكتيريا النافعة
غالبًا ما تؤدي عدوى الكوكسيديا في الدواجن إلى التهاب الأمعاء التنكرزي، حيث تستفيد Clostridium Perfringens الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء من الأضرار المعوية التي تسببها الإيميريا. و لذلك إنّه لمن المهم الوقاية من التهابات الأمعاء، و الأهم من ذلك استباق حدوثها لتقليل تأثيرها على الأداء و الصحة العامة للطيور. يمكن استخدام البكتيريا النافعة كـ Bacillus spp في العلف أو من خلال مياه الشرب لمنع أو حتى علاج التهاب الأمعاء التنكرزي.
الدعم المناعي
من المهم جداً مساعدة الطير على بناء و تسريع المناعة الوقائية لأن الدجاج له القدرة على بناء هذه المناعة بعد الإصابة بالكوكسيديا. فمن المعروف أن بيتا جلوكان لها تأثير على دعم المناعة مما يعني انها قد تكون أداة مفيدة في الوقاية من مرض الكوكسيديا.
أظهرت الأبحاث أن البيتا جلوكان المشتق من الطحالب كمكمل غذائي يعزز الاستجابة المناعية الخلوية في القناة الهضمية ، ويدمر مسبب المرض قبل حدوث المرض. و بالتالي لوحظ أنّ الصفة التشريحية لمرض الكوكسيديا كانت أقلّ في الطيور التي تلقّت بيتا جلوكان كمكمّل غذائي والتي خضعت لتحدي الإيميريا. تخلق هذه الاستراتيجية وضعا مربحاً لأنها أولاً: تسمح باستكمال دورة حياة البويضات ( على عكس استخدام مضادات الكوكسيديا الكيميائية) في بيت الدواجن مما يسمح لبناء المناعة. و ثانيًا: توفر هذه الاستراتيجية تأثيراً داعماً للمناعة و تسريع الاستجابة المناعية ضد الإيميريا.
مزيج من الاستراتيجيات معاً
لا يوجد حل سحري لمعالجة الكوكسيديا واستبدال استخدام العقاقير المضادة لها. لذلك يلزم استخدام مزيج من الاستراتيجيات التي لا تتطلّب مدة سحب.
يعد التطعيم استراتيجية جيدة لاستبدال مضادات الكوكسيديا لكنّه لا يوفر حماية ضد التهاب الأمعاء التنكرزي. لذلك من المهم أيضاً استخدام بكتيريا نافعة مع المطعوم لمنع التهاب الأمعاء، كما و يجب عدم إهمال استخدام منتجات لدعم اللقاحات كالبيتا جلوكان لتعزيز المناعة ضدها حيث تسرّع استجابة الجهاز المناعي للقاح.
يمكن استبدال مضادات الكوكسيديا من خلال استخدام بعض الحلول الغذائية بالإضافة إلى استخدام استراتيجية مشتركة تستهدف عدة جوانب من الكوكسيديا. حيث لوخظ أنّ أفضل حماية كانت عند استخدام بعض الحلول الغذائية التي تعزز المناعة وتمنع التهاب الأمعاء التنكرزي كما و تقضي على الكوكسيديا جزئيًا مع استمرار السماح لبعض بويضاتها بالبقاء لبناء المناعة. توفر العديد من المكونات المشتقة من النباتات تأثيرًا مضادًا للطفيليات ويمكن استخدامها بالعلف بالاشتراك مع البكتيريا النافعة و البيتا جلوكان.
مهمتنا هي الشراكة معك لإدارة الكوكسيديا بطريقة طبيعية ومستدامة!
فوائد الاستراتيجيات البديلة:
التقليل من استخدام المنتجات الأيونوفورية
عدم تطبيق مدة السحب
تقليل حدوث التهاب الأمعاء التنكرزي
دعم لقاح الكوكسيديا
تقليل استخدام العلاجات و الأدوية
تجنب انخفاض الأداء في حالة الكوكسيديا تحت السريرية
حل طبيعي للوقاية من مرض الكوكسيديا
